
صـدف الحيـاة..ثمة لحظات عصيبة تمر بنا.. تعتصر قلوبنا.. تمزق شيئا ما بداخلنا.. فلا نملك حينها سوى البكاء.. البكاء الذي يجعلنا نذرف دموعنا التي تنهمر كدم ساخن ملتهب يحرق وجنتينا.. إنها لحظة قد تطول وتمتد إلى لحظات تكاد تقتلنا.. إنها لحظة الوداع.نـُـكره على قول "وداعا" لأننا نتمنى اللقاء مرة أخرى.. لكن لا فائدة، فالوداع أمر محتوم.. كلنا ودعنا.. وكلنا سنودع.. فلن نبقى مخلدين مع من نحب ومن نـُصادق ومن نـُـقدر ونحترم.والموت ما هو إلا لحظة وداع، ودع فيها الميت دنياه وأعماله وخلانه وكل خيط يربطه بهذه الدنيا، ولا نملك في هذه اللحظة سوى أن نودع ذلك الميت وندعو له بالرحمة والغفران ونرجو الله أن يجمعنا وإياه في جناته العلا.. ومهما تألمنا وبكينا سنسلى لأننا ندرك أن هذا قدرنا جميعنا، وأننا لا نستطيع أن نعيده إلى هذه الدنيا أبدا.. أبدا.أما إذا ودعنا صديق أو حبيب نبكي لبعده عنا.. صحيح أنه موجود في أعماقنا.. يسكن قلوبنا.. لكننا نود أن نراه.. أن نجلس بالقرب منه.. حينها يداخلنا أمل بأن حياتنا قد تمن علينا بصدفة عظيمة.. صدفة جميلة نلتقي فيها وإياه.. نصافحه.. نرى شوقه في عينيه.. نشعر أننا ملكنا الدنيا بأجمعها لقربه منا..ومهما عظم أملي في صدفة اللقاء.. إلا أنني لا أحب الوداع وسأظل أهرب منه ما حييت.. لأنني أشعر بضعف ينتابني لحظة الوداع.
ابتسام المقرن


إرسال تعليق